الابتكارات العسكرية في الحرب العالمية الاولى والتي غيرت وجه الحرب إلى الأبد




شهدت الحرب العالمية الأولى قفزات تكنولوجية لا تصدق إلى الأمام فعلى الرغم من أن القتال على الجبهة الغربية اتجه إلى فوضى رهيبة دمرت فيها الكثير من الانفس الا انه لا تزال هناك قفزات إلى الأمام من السماء فوق ساحة المعركة إلى المستشفيات كانت الابتكارات في كل مكان.

الطائرات المقاتلة
كان القتال الجوي تكتيك حربي جديد تماما على الرغم من أن الايطاليين استخدموا الطائرات بشكل محدود لإسقاط القنابل على أعدائهم الاستعماريين الا ان الطائرات كانت لا تزال جديدة وقبل الحرب كان القتال بين الطائرات غير معروف.
كل ذلك تغير وتغير بسرعة و حيث كان دور الطائرات يتمثل في كشف العدو مما يعني التصدي لها و محاولة اسقاطها. وسرعان ما كان الجانبان يحملان السلاح فى الجو مع اطقم الطائرات ثم قاما بدمج تلك الاسلحة البنادق الرشاشة على متن الطائرات.
قادت ألمانيا الطريق مع المهندس أنطوني فوكر من خلال تصميمه لاحدث الطائرات و الاسلحة في تلك الفترة في حين ابتدع الطيارون مثل أوزوالد بويلك، ماكس إملمان، ومانفريد فون ريتشوفن طرق القتال الجوي.
Anthony Fokker
Oswald Boelcke
Max Immelmann
احد المناورة التي ابتكرها ماكس إملمان
Manfred von Richthofen
في غضون أربع سنوات ذهب القتال الجوي من لا شيء إلى حقل تجارب تكنولوجيا وتكتيكيا .
جراحة التجميل او الجراحة الترميمية
Reconstructive Surgery​الجراحة الترميمية او جراجة التجميل هي قسم من مجال الطب يتمثل في إصلاح الوجوه المدمرة وغيرها من الأضرار هذا النوع من العمليات لم تكن معروفة -و لو ان بعض الابحاث تقول ان الفراعنة قد عرفوا هذا النوع من الطب- اثناء الحرب العالمية الاولى حدثت أعداد كبيرة من الضحايا بسبب شظايا القذائف و عمليات إطلاق الرصاص في البداية، كان إعادة بناء مظهر هؤلاء الرجال المصابين أولوية منخفضة ولكن مع عودة المقاتلين الى ديارهم و التاثيرات النفسية التي لحقتهم جراء تلك الاصابات و العاهات فقد تغيرت الأمور.
الجراحين مثل النيوزيلندي الكابتن هارولد ديلف جيليز دفع الى التركيز على الجراحة الترميمية وبالنظر إلى الموارد المتزايدة من قبل الجيش البريطاني طور جيليس وفريقه طرقا جديدة تماما لإصلاح وإعادة بناء الجلد والعظام والغضاريف. لقد حولوا كل شيء من إجراءات التخدير إلى استخدام الفنانين للمساعدة في إعادة بناء الوجوه و من هنا نشأ حقل كامل من الطب.
Captain Harold Delf Gillies
الدبابات
تعبير أو مصطلح "دبابة" Tank قدم أولاً إلى تلك العربة التي طورت في بريطانيا وأطلق عليها الكلمة الإنكليزية tank وتعني الخزان أو الصهريج في محاولة لكتم سر برنامج إعدادها. مصممي هذه العربة كانوا يأملون بأن يعتقد جواسيس العدو بأن ما يتابعونه ويلاحقونه هو مجرد خزان ماء كان قيد التطوير بدلاً من سلاح جديد. هذا السلاح أو Mark I المعروفة باسم "الأم" Mother بعد اكتماله، استخدم أولاً من قبل البريطانيين في معركة "السوم" Somme العام 1916 لكسر جمود حرب الخنادق trench warfare التي كانت مستمرة منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث قدمت الدبابة لعبور واجتياز حقول الطين والحفر الناتجة عن القصف في ساحة المعركة، وكذلك اختراق التحصينات السلكية wire fortifications والتغلب على الخنادق. لقد نجح السلاح الجديد رغم كل التوقعات في إنجاز ما صمم من أجله وعبر الخنادق و"الأرض المحايدة" no man's land من الجبهة الغربية، وقمع نيران أسلحة العدو. بعدها لاحظ الجنرال البريطاني "شارلز فولير" Charles Fuller خلال تفاصيل معركة "كمباري" Cambrai (فولير كان يومها برتبة ضابط أركان وخطط لهجوم كمباري العام 1917، ثم خطط للعمليات الهجومية بالدبابات بعد ذلك في خريف العام 1918. وفي العام 1919 دعا لتبنى مكننة الجيش بالكامل fully mechanized إلا أن أفكاره في هذا المجال لم تطبق حينها)، أن القيمة السائدة للدبابة كانت في تأثيرها المعنوي moral effect وهذا ظهر بشكل واضح وجلي بأن الخوف والرعب وليس الدمار والتحطيم كان الهدف الحقيقي ونهاية القوات المسلحة. وعلى الرغم من عدم تطوير المذهب المناسب أو الملائم suitable doctrine لتوظيف الدبابة، كما أن استخدامها أخفق في تغيير الطبيعة والسمة الساكنة للحرب (عانت الدبابة من مشاكل الثقة والاعتمادية الميكانيكية الحادة، فانتهت أغلبية المكاسب في أن تكون العربة مفقودة نتيجة إخفاق المشاة في متابعتها، أو بسبب توقفها نتيجة الأعطال) إلا أن إمكانيات الدبابات كانت قد اكتشفت وطبيعة الحرب لم تعد ذاتها مستقبلاً.

التصوير الجوي
Aerial Photography

من بين الاسباب التي ساهمت في تطور المعارك الجوية بسرعة هي الإمكانية التي وفرتها الطائرات فيجمع المعلومات الاستخبارية. إذا كانت الصور او المعلومات لاستخبارية يمكن أن تؤخذ من مواقع العدو ثم يمكن استخلاص المعلومات منها حول ما كان العدو يفعل وما خططوا له. وهكذا مثل تكتيكات القتال الجوي انتقل التصوير و تطور بشكل سريع.
جزء من هذا التطور كان يعود إلى ابتكارات المخترعين مثل جون مور-برابازون الذي قاد فريقا تمكن من صنع الكاميرات التي تركب على الطائرات مع نوعية جديدة من العدسات و لوحات التصوير الفوتوغرافي لفيلق الطيران الملكي (RFC) ولكن هناك حاجة إلى ابتكارات أخرى للمساعدة في ذلك حيث انتقل زميل برابازون فيكتور لاوس من الاختراع و الابتكار إلى التدريب كأول رئيس مدرسة RFC للتصوير الفوتوغرافي حيث وضع المناهج الدراسية لتغطية كل جانب من جوانب التقاط صور الجيدة في الهواء و كيفية معالجتها .
وأنشئت أيضا نظم للتفسير والاتصال. علم خاص للفنيين لتفسير ما رأوه في الصور كما تم كذلك ابتكار رموز للتسجيل والإبلاغ عن ذلك بحيث يمكن تغذية المعلومات بسرعة وبدقة إلى المدفعي والقادة الذين سيستفيدون من الصور الجوية .
كل هذه التطورات سوف تؤدي الى ظهور الخرائط الجوية بعد الحرب مما يؤدي إلى استطلاعات واسعة من أستراليا وأمريكا فضلا عن اكتشاف واستغلال رواسب النفط في الشرق الأوسط.
تكتيكات المدفعية
Artillery Tactics

BL 8-inch Howitzer Mk 1 – 5 8 in (200 mm) howitzers of the 39th Siege Battery, Royal Garrison Artillery, in action near Fricourt in WWI
استعملت جميع الاطراف المتقاتلة اثناء الحرب العالمية الاولى الاولى المدفعية بشكل لم يسبق له مثيل ما كان في السابق جزءا صغيرا من القوات المسلحة أصبح الفرع المهيمن لكل الجيوش في أوروبا.
بحلول عام 1918 كان عدد الرجال في المدفعية الملكية البريطانية ضعف ما كان في الجيش البريطاني بأكمله في عام 1914.
مع الكثرة العددية للرجال العاملين في المدفعية تطورت الأسلحة بمعدل مذهل لتصبح أكبر وأكثر قوة وأكثر دقة. وقد وضعت سلسلة من التقنيات للاستفادة من قوتها ومع تزايد توافر القذائف شديدة الانفجار تطورت تقنية الدعم المدفعي لدعم تقدم المشاة.
على الجبهة الشرقية وضع الجنرال الالماني Bruchmüller مفهوم تحييد العدو وذلك باستخدام الضجيج الساحق و القوة التدميرية للمدفعية و لكن ليس لتحطيم العدو جسديا ولكن لكسر روحهم المعنوية.
على الرغم من أن العديد من هذه التكتيكات فشلت في تحقيق الاختراقات التي كان يامل جنرالات الحرب في تحقيقها فإن التحييد سمح للألمان بتحقيق خمسة تقدمات قوية في الأشهر الأخيرة من الحرب حيث كانوا على بعد 40 ميلا من باريس قبل أن يضطرهم الإرهاق الاقتصادي إلى مائدة المفاوضات.
Georg Bruchmüller
 
Top