تاريخ القنبلة اليدوية - سلاح المشاة الأساسي في الحرب الحديثة


تلعب القنابل اليدوية دورا هاما في الحروب الحديثة لخفة وزنها ووقعها القوي دفعيا و هجوميا.

ولكن تطورها لم يكن بشكل مطردا، بل ان فكرة التطوير و التحديث كاد يتم التخلي عنها كليا في فترة من الفترات.

التجارب المبكرة

يعتقد ان تاريخ القنابل اليدوية اقدم بكثير من الاسلحة الفردية و المسدسات بشكل خاص

في حين كان الصينيون ينقلون مفاصل الخيزران المليئة بالبارود كان المحاربون في أوروبا لم يسمعوا بعد هدير الانفجار.

و عندما وصل البارود إلى أوروبا أثبتت جوش تلك القارة بارعتها في تحويله اي البارود إلى تصاميم جديدة فقد ظهرت المدافع والمسدسات البسيط في القرن الرابع عشر، وسجلت القنابل اليدوية ظهورها في القرن الخامس عشر.

كانت القنابل اليدوية في بديتها مجرد اجهزة بسيطة عبارة عن كرة من الحديد معبأة بالكامل بمسحوق أسود مع ثقب في الجزء العلوي لوضع الفتيل.
و مع فتيل مشتعل بشكل جيد مع رمي جيد يمكن أن يحدث الدمار وسط العدو.


قنابل يدوية من القرن 10- 12.



عصر القنابل اليدوية

لعبت القنابل اليدوية دورا هاما في القرن السابع عشر وقد أصبحت أكثر تطورا على مدى 200 عام.


وقد تم ملء القنابل اليدوية بكريات تستخدم في المسدسات وكذلك البارود ثم يتم ضرب الأهداف من خلال تفجر و تطير الكريات و عصف الانفجار
و من هنا حصلت القنبلة اليدوية على اسمها من خلال تحميلها بكريات داخلها لذا بدت لكثير من الناس تشبه نوع من الفاكهة التي تحمل نفس الاسم بالفرنسة فاكهة الرمان -“grenade”

سبعة قنابل يدوية من السيراميك من القرن السابع عشر وجدت في إنغولشتات ألمانيا.

كانت الحرب في أوروبا في القرن السابع عشر تستند إلى حد كبير الى الاشتباكات الثابتة حيث تحاول من خلالها الجيوش السيطرة على النقاط المحطنة للخصوم
حيث يتم رمي القنابل اليدوية من على الجدران او من خلال النوافذ لفتح نغرات داخل تحصينات العدو و من ثمة الهجوم و محاولة السيطرة على الهدف و مع هذا ظهرت في حينها بعض المشاكل ذلك ان القنابل اليدوية المبكرة كانت وزنها ثلاثة أرطال و كان رميهم لمسافة بعيدة امر صعب و قد تم اختيار رجال اقوياء لهذه المهمة و اصبحت العملية تخصص رامي قنابل يدوية -grenadiers- و كان يتحتم على هؤلاء الرجال الاختباء وراء الجدران بعد أن رمي قنابلهم لتجنب التعرض للضرب من قبل الكرات المكونة للقنبلة.

رامي قنابل روسي


رماة قنابل من دون قنابل يدوية

في القرن الثامن عشر تم التخلي عن القنبلة تقريبا حيث كانت أكياس القنابل ثقيلة وغير عملية في ساحة المعركة حيث ان واحدة شرارة في المكان الخطأ يمكن أن تفجر حقيبة كاملة من القنابل اليدوية مما يؤدي الى مقتل رامي القنابل من من حوله.
رماة قنابل بريطانيون يمكن تميزهم من خلال قبعاتهم miter caps خلال معركة بانكر هيل تم تعويض القبعات بعد ذلك في 1768​

و بمرور الوقت أصبح الغرينادير قوات استعراض من خلال طول القامة و القوة الجسدية اضافة الى الزي الرسمي المثيرة للإعجاب.

أعيد إحياء مكانة القنبلة اليدوية و دورها في الجبهة الغربية للحرب العالمية الأولى حيث تحولت الأميال من الخنادق في هذه الحملة إلى أكبر حصار في التاريخ.

و فيها حيث حاول كلا الجانبين القضاء على الخطوط الدفاعية لبعضهم البعض.





وفي هذه الظروف أصبحت القنابل اليدوية مفيدة بشكل لا يصدق حيث بدا الرجال في الخطوط الأمامية في استخدام القنابل اليدوية مرة أخرى وارتجالها من علب قديمة مليئة بالمتفجرات و الخردة المعدنية والمسامير.
قنبلة دفاعية تايب 16 من الحرب العالمية الاولى​



A photo from the trenches of the Great War. 1) Stielhandgranate with external burning fuse, note lack of safety cap to the end of the handle. 2) Trench-made hand grenade, made from recycled food cans. The fuse sits in the center of the lid, and must be lit with a flame. 3) Discos hand grenade, Modell 1913. 4) Kugelhandgranate Brennzünder​

و من ثمة بدا الحكومات تصنع القنابل اليدوية بشكل رسمي لصالح قواتهم

أخذ الألمان زمام المبادرة مع قنابلهم "potato masher" الشهيرة والتي ساعد مقبضها الخاص المشاة على رميها إلى مسافات بعيدة داخل خطوط الحلفاء.
potato masher​
قنبلة الدبوس​

وقد تم تطوير تصميم القنبلة اليدوية الحديثة من قبل البريطانيين ردا على القنابل الألمانية.

قبل الحرب العالمية الأولى كان مهندس بلجيكي يعمل على قنبلة يدوية مع رافعة عندما تسحب تبدأ عملية التفجير.

تم القبض عليه من قبل الألمان ولكن في يناير 1915 واصل صديق له و هو مهندس البحرية البريطانية والمعدن ويليام ميلز التصميم

Sir william mills​

و قد سميت بعض القنابل باسمه Mills bomb ​

أخذت ميلز مفهوم القنبلة من المصمم البلجيكي وإعاد تصميمها للجيش البريطاني في البداية، كانت القنابل اليدوية الجديدة خطرة لاستخدامها مع الاحتفاظ بالرافعة في وضع مغلق حينها أضاف ميلز دبوس التأمين الى الرافعة و يمكن إزالته ببيد واحدة حينها ترفع الرافعة و يتم القاء القنبلة اليدوية.​

وبعد خمس ثوان تنفجرالقنبلة مخلفة شظايا من المعدن.



قاذفات القنابل

من بدايات ظهور القنابل اليدوية أراد الجنود طرق لرميها و اثناء الحرب العالمية الأولى فصاعدا وجدت عدة طرق لذلك من ضمنها قاذفات القنابل

استخدمت قاذفت القنابل الأولى اثنين من التقنيات المختلفة لاطلاق النار.

*إما أن يتم وضع القنبلة في حاضن في نهاية البندقية.
* أو أنها تعلق على قضيب توجه أسفل سبطانة البندقية.

وفي كلتا الحالتين يتم أطلق رصاصة فارغة والانفجار يقوم بدفع القنبلة اليدوية الى حيث يريد الرمي توجيهها.



قاذفة قنابل M7 مع قنبلة عيار 22مم مصوبة باستخدم بندقية M1 .

بعد الحرب العالمية الثانية تم تطوير قنابل مع كتل من الصلب في اسفلها مما يسمح بان يتم اطلقها باستخدام خرطوشة عادية.

عضو من الحرس البريطانى يظهر بندقية مجهزة لاطلاق قنبلة يدوية مضادة للدبابات.



الصورة تظهر زوجان من الادوات التي تركب على سبطانة البندقيات ليتم تحويلها الى قاذفة قنابل



طريقة التصويب



انواع مختلفة لقنابل مضادة للدبابات
 
قنابل متخصصة
مع تطور أساسيات القنابل اليدوية بشكل كامل واصل مهندسو القرن العشرين إنشاء مجموعة من القنابل المتخصصة لتظهر بالتالي عدة انواع من القنابل منها القنابل الدفاعية الى القنابل الضوئية او الصوتية و حتى قنابل الغاز.



طبعا توجد العديد من انواع القنابل الاخرى.
الى هنا ينتهى هذا الموضوع الذي اعتمد فيه بشكل اساسي على ذكر بعض التفاصيل التاريخية دون الخوض في التفاصبل التقنية.





 
Top